رغم الدّمار الذي حلّ به اذ حُرقت غابته الكثيفة واستشهد فيه وجرح العشرات من جنودنا البواسل والرّعاة، فإنّ جبل سمّامة أكّد لنا في كلّ مرّة أنّه قمّة ثقافية لا تنحي إذ حفر على سفحه الأشبال مسرحا أسموه "مسرح الفلاّڨة" عن فكرة لابن الجبل عدنان الهلالي تخليدا لذكرى تأسيس حركة الفلاّڨة في 1954 بهذا الجبل الصّامد في وجه الجرذان ورغم الخذلان.
هذا المسرح افتتح في إطار مشروع مسرح الجبل الذي سينتقل إلى جبال تونسية اخرى وحضر الافتتاح اكثر من 500 شاب وطفل ريفي وكرّم في الاحتفالية قدماء المسرح بالقصرين وهم الاساتذة عبد الله العيشاوي ومحمد الهادي السعداوي وعلي العجلاني.
وقد اشرف على تكريمهم الجيل المسرحي الجديد لبلاد الشعانبي وهم الفنانون مقداد الصالحي وفارس سعداوي وغوث الزرقي واشرف الرابحي.
وشارك في حفل افتتاح هذا المسرح المقاوم الفنانون عادل بوعلاق واللافي الخشناوي ومنصف بن مسعود. أمّا الوفود التلمذية فجاءت من مدارس وادي مساهل وفيض المثنان والحمّار والشرايع وحي ميمون وحي الخضراء والآثار والذواودة والوسّاعية.
"مسرح الفلاّڨة" رسالة ناطقة قويّة من جبل عرف حراكا ثقافيا كبيرا استقطب الاعلام الدولي واعدت حوله عشرات الريبورتاجات وذلك رغم تعقيدات المنطقة العسكرية المغلقة.
.jpg)
